جاء هذا المساق ليسلط الضوء على القضية الفلسطينية التي تعد من أبرز قضايا العصر وأكثرها تعقيدا، في محاولة لفهم وإدراك هذه القضية. ولأن فهم الاحتلال الصهيوني لفلسطين، لا يمكن ان يكون بمعزل عن دراسة السنن التي حكمت الصراع بين الشرق والغرب. وانطلاقا من هذه القناعة سنحاول في هذا المساق -من خلال تناول فترة محددة في التاريخ- البحث عن تفسيرات نستطيع من خلالها فهم سر العلاقة بين المجتمع الغربي والكيان الصهيوني، وفي سبيل الوصول الى ذلك سيركز المساق على فترة القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وذلك باعتبار هذه الفترة من أهم السنوات التي يجب دراستها في باب التأس...
جاء هذا المساق ليسلط الضوء على القضية الفلسطينية التي تعد من أبرز قضايا العصر وأكثرها تعقيدا، في محاولة لفهم وإدراك هذه القضية. ولأن فهم الاحتلال الصهيوني لفلسطين، لا يمكن ان يكون بمعزل عن دراسة السنن التي حكمت الصراع بين الشرق والغرب. وانطلاقا من هذه القناعة سنحاول في هذا المساق -من خلال تناول فترة محددة في التاريخ- البحث عن تفسيرات نستطيع من خلالها فهم سر العلاقة بين المجتمع الغربي والكيان الصهيوني، وفي سبيل الوصول الى ذلك سيركز المساق على فترة القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وذلك باعتبار هذه الفترة من أهم السنوات التي يجب دراستها في باب التأسيس لتمزيق الدولة العثمانية وإنشاء دولة الاحتلال. فقد تلاقت المصالح الاستراتيجية للدول الغربية مع التطلعات الصهيونية، فاستغلت احداهما الأخرى، فنتج عن ذلك التحالف إنشاء دولة الاحتلال.
ولتوضيح هذه القضية، سيتمحور هذا المقرر حول خمسة محاور رئيسة: يتناول المحور الأول بالشرح والتحليل تلاقي الأطماع الصليبية الإستعمارية واليهودية الصهيونية على أرضنا المقدسة المباركة، من خلال التعريف بجذور ذلك التلاقي (1799-1913): المخططات الإستعمارية الغربية قبل نشأة الحركة الصهيونية، والمخططات الصهيونية بعد نشأة الحركة الصهيونية، ودراسة وتحليل ثمرات ذلك التلاقي وما نتج عنه: عزلة مصر عن بلاد الشام، وتصريح بلفور، وإتفاقية سايكس-بيكو، وخطوات نقل تصريح بلفور من النطاق البريطاني إلى النطاق العالمي، حتى مصادقة عصبة الأمم على الإنتداب البريطاني على فلسطين. بينما خصص المحور الثاني لدراسة موقف الدولة العثمانية من تلك المخططات مع التركيز على السلطان عبد الحميد الثاني من فلسطين. ولإعطاء صورة واضحة وشاملة لحقيقة المواقف، يعرض هذا المحور موقفاً معاكساً ومتناقضاً مع الموقف العثماني وموقف السلطان عبد الحميد، ألا وهو موقف الزعامة العربية – ممثلة بالشريف حسين بن على وأبنائة- ولاسيما إتفاقية حاييم - وايزمن. أما المحور الثالث فيرصد ردود الفعل على تلك المخططات، على مستوي أهل فلسطين (الثورات والإنتفاضات والهبات والموجات الثورية)، والعالم الإسلامي (المؤتمر الإسلامي الأول لبيت المقدس بعد ثورة البراق، والشيخ عز الدين القسام، والمؤتمر الإسلامي الثاني لبيت المقدس 1953)، وموقف مصر ولاسيما قبل عام 1936. في حين خصص المحور الرابع لمناقشة دور بريطانيا في إنشاء الكيان الصهيوني (1917-1948) ولاسيما تسهيل الهجرة اليهودية إلى فلسطين، والإستيلاء على الأراضي، الذي أدي في نهاية المطاف إلى صدور قرار تقسيم فلسطين في 1947 وإندلاع حرب 1948.
ويختمم المحور الخامس من هذا المقرر بإلقاء الضوء على تاريخ وواقع مدينة بيت المقدس منذ العام 1948 "النكبة" وحتى يومنا هذا، وذلك من خلال طرح ما تتعرض له من ممارسات "اسرائيلية" ظالمه، حاولت من خلالها تهويدها وطمس كل ما يمت بصلة الى ماضيها وحاضرها من معالم اسلامية – عربية، واستبدال ذلك باساطير "اسرائيلية" طارئة. ولهذا سيركز هذا المحور على: صور ووسائل تهويد مدينة بيت المقدس (الاماكن، المشاريع التهويديه، انفاق المرور، يافطات، طرق التفافيه، القطار الخفيف، مناطق صناعيه الخ الخ)، والاستيطان في مدينة بيت المقدس، وتهويد المناهج الدراسية، والحفريات، وتزوير الاثار الاسلامية والعربية، والتعرض للمقدسات والاوقاف الاسلامية والعربية، ومشروع الجدار العنصري الفاصل، ووسائل تهجير المقدسيين (سحب الهويات، ومنع لم الشمل الخ)، ورفض منح تراخيص بناء وسياسة هدم المنازل العربية، وسن قوانين عنصرية، وسياسة اسرلة المقدسيين، وسياسة القضاء على النسيج الاجتماع للمجتمع المقدسي، والتهويد واثاره على المستوى الديموغرافي/السكاني في مدينة بيت المقدس.
عن المحاضر
إيمان أحمد الحاج
إيمان أحمد الحاج سفيرة بيت المقدس ، خريجة تخصص ادارة اعمال
إيمان أحمد الحاج سفيرة بيت المقدس ، خريجة تخصص ادارة اعمال